همسة: يا ولدي، إيّاك أن يكون نجاحُك مجردَ أمنيةٍ أو حلمٍ، اجعلْ نجاحَك بل تفوّقك وامتيازك بالمعدّل العالي، اجعل ذلك هدفا تسعى إليه، الأماني يا عزيزي والأحلام بضاعة المفلسين، لا تسمن ولا تغني من جوع، سيأتيك وقت تستيقظ فيه من الحلم، فلا تجعل هدفك مجرد حلم أو أمنية بلا جهد.
بعد أن تقرأ هذه الهمسة أريدك أن تغمض عينيك، اغمضْ عينيك حقيقة وتخيّل ذلك اليوم التي تظهر فيه نتائج التوجيهي، تخيّل تلك الساعة التي ترتقبها لترى معدّلك، كيف ستكون مشاعرك؟ كيف ستكون أحاسيسك؟ لا تنس يا بنيّ أن تتخيل مشاعر وأحاسيس ربما أنت الآن لم تتذكرها، وهي مشاعر أمّك، مشاعر أبيك، التي هي والله أعظم من مشاعرك وأحاسيسك، ألا يستحقان منك أن تدخل السرور إلى نفسيهما؟ ألا يستحقّ أبوك الذي يتعب وينصب ويكدّ ويشقى ليؤمّن لك سبل الدراسة، ألا تستحق الأم التي تهيئ لك جميع ما تستطيع من سبل الرّاحة، ألا يستحقان أن تبشّرهما بمعدّل يتفاخران به بين النّاس؟
لا تفتح عينيك بعد، تخيّل مصيرين يرتقبانك: الأول: أن تدخلَ الجامعة بالتخصّص الذي تتمناه، ومن ثَمّ تمشي في زهرة الدنيا بشهادة عالية ووظيفة كريمة وحياة سعيدة. والثاني: أن تخفق لا سمح الله ولا قدّر وأقلّ سوء يحيط بك ويتجهّمك أنّه إذا ذُكر اسمك في ذلك اليوم فلن يقول عنك النّاس إلّا كلمة "راسب"، أسأل الله أن يباعد بينك وبين هذه الكلمة كما باعد بين المشرق والمغرب.
مُحبّكم رافع...